غزة- هدى بارود
أزهقت (إسرائيل) في حربها الأخيرة على غزة أرواح آلاف
المدنيين في جرائم بشعة، نقلتها عدسات "الكاميرات" بالصوت والصورة، إضافة
إلى تدميرها لآلاف المنشآت المدنية والحكومية.
وانبثقت عن الجرائم عدد من التحقيقات، كان أهمها على الإطلاق "تقرير
جولدستون" الذي وثقَ الجرائم بإفادات من تعرضوا لها من مدنيين فلسطينيين،
كذلك عدد من المؤسسات الفلسطينية التي حملت على عاتقها توثيق جرائم انتهاك
القانون الدولي الإنساني، وإرسالها إلى المجتمع الدولي لمحاكمة (إسرائيل)
عليها.
الهيئة المستقلة لتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي "توثيق" في غزة،
وثقت 1500 جريمة حرب ارتكبتها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين داخل فلسطين
وخارجها، حيث تواصل الهيئة كشف النقاب عن جرائم الاحتلال داخل الأراضي
المحتلة حتى الآن.
وتعد الهيئة امتداداً للجنة المركزية لملاحقة جرائم الاحتلال "توثيق"
والتي تختص بكشف النقاب عن جرائم الكيان الإسرائيلي بحق المواطنين
الفلسطينيين والتحقيق فيها وتتبعها، خاصة تلك التي تتعلق بالإبادة الجماعية
والحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والعدوان.
قانونيون وناشطون..
مدير الهيئة، القاضي أشرف نصر الله، في حوراه مع "فلسطين"، أكدَ أن
هيئته بدأت عملها بعد الحرب الأخيرة على غزة نهاية عام 2008، لتوثيق كافة
ما ترتكبه (إسرائيل) من جرائم بشعة وانتهاكات كبيرة بحق القانون الدولي
الإنساني، والشعب الفلسطيني، وفقَ قوله.
وأشار إلى أن هيئته حققت في 1500 جريمة، وهي مجمل قضايا "قتل المدنيين"
التي ارتكبتها (إسرائيل) خلال الحرب، بالإضافة إلى قضايا تدمير أكثر من
4000 منزل، "وتفتح حتى الآن ملفات خاصة بهذه القضايا وغيرها، وفق شكاوى
المواطنين ومتابعة الوضع القائم".
وتأسست الهيئة وفقَ آراء قانونيين وناشطين لديهم اهتمام بتتبع جرائم
الاحتلال ومحاسبتهم عليها، تبعًا لمدير الهيئة نصر الله، الذي قال: "نحن
نسعى لمحاسبة (إسرائيل) على ما ترتكبه بحق الشعب الفلسطيني من انتهاك
لحقوقه، والاعتداء عليه".
وأضاف:" رفضنا لجرائم الاحتلال يدفعنا لمتابعتها وتوثيقها بشكل قانوني
ومهني، فهدفنا الأخير ملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب، خاصة من الاحتلال
الإسرائيلي الذي لا يحترم القانون الدولي الإنساني".
انتهاكُ مُوثق
تعاونت الهيئة مع جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان العربية والغربية،
وتواصلت معهم في كثير من القضايا التي تفضح كُل جرائم (إسرائيل)، كانَ منها
"لجنة جولدستون" لتقصي الحقائق، "والتي أسفر عنها تقرير انتهاك الكيان
الإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني".
وبين أن ملاحقة مجرمي الحرب أمانة في أعناق أولي الأمر، والقادرين على
توثيق الجرائم ومحاسبة (إسرائيل)، "لمواجهة التعتيم الذي تمارسه على
جرائمها، خاصة في الأراضي المُحتلة، وتبعث الهيئة بمحققيها وقضاتها إلى أرض
الجريمة، لتوثيقها بآنية ودقة".
وقالَ نصر الله: "لأجل ذلك تعرضَ محققونا لكثير من الانتهاكات وصلت إلى
الاعتداء بالضرب عليهم، ومنع بعض الطواقم من الدخول إلى أرض الجريمة
كذلك".
وتابع: "لا يتوقف عملنا على ما هو واقع، وآني ومُتاح، ولكن يمتد لتوثيق
الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية، كذلك المواطنون على
الحدود الذين يتعرضون بشكل متواصل لانتهاكات تطال أرواحهم ومقتنياتهم
المادية".